مشروع (سليم يعالج سقيم) !!!
البداية:
بينما كان (حاج رمضان) يستمع إلى حقيبة الفن فى إحدى (الجمع) وهو مستلق على (عنقريب الحبل) من خلال الراديو الترانزسستور الصغير الذى يضعه فى (التربيزة) الخشبية الصغيرة التى أمامه بعد أن تناول إفطاره المكون من صحن (سلطة طماطم بالدكوة) ورغيفه (مدورة) بينما هو كذلك إذ سمع صوت عربة تتوقف وحركة أرجل كثيرة أمام باب الشارع ثم سرعان ما دق الباب.. قام (حاج رمضان) من (العنقريب) وهو يصيح.. مرحب.. مرحب.. إتفضل
عندما قام بفتح الباب تفاجأ بمنظر لم يشاهده فى حياته من قبل… عربة (هايس) بيضاء عبارة عن (إسعاف طبى) حديثة مفتوحة بحيث تستطيع أن ترى بداخلها الأجهزة الحديثة… وطاقم طبى مكون من طبيب يضع (السماعة) على رقبته وممرضتتين يرتدون جميعهم (اللابكوت) الأبيض.. ورجل شرطة يرتدى الزى الرسمى.
.. قال الطبيب وهو يمسك بيده على (السماعة) وينظر فى كشف أسماء يحمله:
- صباح الخير
- صباح النور يإبنى
- ده مش بيت الأستاذ رمضان عبدالسخى
- أنا رمضان عبد السخى
- يا حاج نحنا عاوزين نكشف عليكم ونشوف صحتكم كيف؟؟
- إتفضلوا.. إتفضلوا.. قالتها (حاجة كلتوم) زوجة (حاج رمضان) والتى كانت تتابع الموقف من خلف الباب.. بينما كان (الفريق الطبى) يقوم بتجهيز أدوات الكشف والفحص والتحليل كانت الحاجة كلتوم تقول للحاج رمضان:
- الحكومة إن شاء الله تتبارك عرفتنا بقينا ما بنقدر على العلاج أب قروش كتيرة ده والإخصائيين الكشفم حصل ميت ألف ده.. جابوا لينا الكشف لحدى بيوتنا..
- والله أنا عاوز أكشف (الضغط) ليا شهرين ما قادر.. و(السكرى) حبوبو إنتهت ما قادر إشتريها يا حاجة .
هنا كا الفريق الطبى قد أحضر أدوات الكشف ووضعها على تربيزة (حاج رمضان).
- بالله يا حاج لو سمحت أمشى أعمل لينا عينات عشان نفحص ليك (البول) لحدت ما (نقيس) ضغط الحاجة دى (ثم ناوله علبة عينة صغيرة).
- يا حاجة إسمك منو؟
- كلتوم خيرالله.
- عمرك كم؟
- والله إلا يجى الحاج يقولوا ليكم لكن أكان ستين أكان سبعين ما بعرف.
بعد أن قام الطبيب بقياس ضغط الحاجة كلتوم طلب منها الإستلقاء على (العنقريب) حيث قام بفحصها بواسطة السماعة التى يحملها ثم بعد ذلك بدأ فى الكتابة على الدفتر الذى يحمله…
فى هذه الأثناء كان الحاج رمضان قد أحضر عينة البول وسلمها للممرضة التى قامت بدورها بحملها والخروج بها (لعربة) الإسعاف لتحليلها بينما تم إعطاء الحاجة كلتوم (علبة)عينات لإحضار عينة بول لها.
بعد معاينة الطبيب لحاج رمضان.. وبينما كان الطبيب فى إنتظار نتيجة فحص عينات (البول) والدم كانت الحاجة كلتوم قد ذهبت لإحضار (جردل) من (العصير) بينما أخذ الحاج رمضان يتسائل:
- الله يخليكم يا ولدى.. والله يا دوبك كدة المواطن عرف إنو الدوله ما ناسياهو.. وإنو المسئولين ديل خايفين الله وعينهم على المواطن المسكين ده.. والله أنا من زمان قلت ليهم إنتو بس إنتظروا (البترول) ده يطلع وح تشوفو براكم الراحة والعز الح نكون فيهو… شوف يا إبنى إرادة ربنا أهو (البترول) طلع وكل يوم كمان الحكومة تفتح ليها (بير) جديدة وكمان الحرب وقفت ووفرت لينا (مليون دولار) كانت كل يوم بتروح.. - ثم مواصلاً - هسع شوف الدوله عاوزة تعالج المواطنين (إجبارى) وجايبا ليها (عسكرى)!!
لم يعلق الطبيب على حديث حاج رمضان إذ أنه كان منهمكاً فى قراءة نتائج الفحص التى أحضرتها له (الممرضة) .. وبعد قراءتها أمسك بالقلم والورقة وأخذ يدمدم :
- طيب نمسك أول حاجة (الحاج رمضان عبد السخى).. - وهو ينظر إلى جدول أمامه- طيب الزول السليم (مية ألف) ننقص منو (السكرى) عشرين ألف وكمان ننقص منو الضغط خمسه وعشرين ألف وكمان الرطوبه خمسة آلاف وكمان قصر (النظر) عشرة ألف .. دى كلها (ستين ألف) يبقى الباقى من الميه أربعين ألف… قام (الطبيب) بوضع ورقة (الحاج رمضان) جانباً وأمسك بورقة بيضاء وقام بكتابة إسم (الحاجة كلتوم خيرالله)..
- طيب (الحاجة كلتوم ).. الزول السليم ميت الف.. نطرح منها (وهو ينظر لنتيجة التحاليل) نطرح منها (الدوسنتاريا).. طيب (الدوسنتاريا) بى كم.. بى كم .. (وهو ينظر إلى الجدول) أيوة بعشرين ألف.. وكمان نطرح منها (الضغط) بى خمسة وعشرين ألف وكمان برضو نطرح منها (الأزمة) عشرين ألف وكان شنو.. كمان شنو.. أيوه نطرح منها كمان (موية بيضاء فى العين اليمين) بى عشرة ألف وكمان (رطوبه) بى خمسة ألف.. طيب يكون 100-(20+25+20+10+5) تكون ميه ناقص تمانين يكون الباقى عشرين.. قام الطبيب بالكتابه على الورقه ثم أعطاها (للشرطى) الذى قال مخاطباً (حاج رمضان) بينما (الفريق الطبى) يلملم فى أجهزته ومتعلقاته:
- شوف يا حاج.. أنت (حسابك) اربعين ألف.. والحاجة دى (حسابها) عشرين ألف .. يعنى المجموع ستين ألف.
- (فى توسل) لكن يا ولدى ستين ألف دى بتعمل لينا شنو؟؟ والله حبوب (ضغط) ما تكفينا سوا!! ما تزيدوها شوية؟؟
- (فى حزم) نزيد شنو يا حاج ؟؟ إنت يا حاج (بتستهبل)؟؟ إنت ما بتقرأ جرائد وإلا ما بتسمع (إذاعة) وإلا ما بتشوف (تلفزيون)؟؟ -مواصلاً- نحنا العايزين منكم ستين ألف يا حاج.
إنت ما سمعت بى مشروع (السليم يعالج السقيم)!!
- (فى هذيان) مشروع شنو؟؟
- شوف يا حاج ما تعمل لينا ما (فاهم) ده الإيصال عندك 24 ساعة عشان تمشى تدفعوا.. ما تنسى إنك هسع سليم بنسبة 40% والحاجه دى سليمه بى نسبة 20% فى ناس (سقيمين) ومرضانين بى نسبة 90% و 95% ديل لو ما إنت شاركت مع (الدوله) فى علاجهم مش ح يموتو!!!
وضع الشرطى الإيصال على (تربيزة) حاج رمضان الخشبية الصغيرة وخرج ليلحق بعربة الإسعاف التى علا صوت محركها.
قال (الحاج رمضان) لزوجته بعد أن (إنجلت المسألة):
- عليكى الله الحكومة دى يا حاجة مش عاوزة تجننا؟؟
- تجننا يا حاج البسيطة دة ؟؟ دى جننتنا وإنتهت؟؟ عليك الله يا حاج شفت جنس اللكلام ده؟؟
إسعاف ودكاترة وفحص وفى الأخير يكون (لحس)؟؟ هم الناس ديل ما بشبعوا؟؟
- والله أنا يا حاجه بس عاوز أعرف هم عاوزين يعملوا فينا شنو؟؟ قال أيه أربعين ألف أنا وعشرين ألف إنتى .. والله حكاية عجيبه وغريبة؟؟ وشنو الدفع خلال 24 ساعة.. أنا ما عارف ليه هم بدونا مهلة (طويلة) كده!!!!!!
برنامج تنويرى:
بينما (حاج رمضان) والحاجة كلتوم يشاهدون فى مساء نفس اليوم (القناة السودانية)..
- يسرنا سيداتى آنساتى سادتى فى هذه الندوة التى سوف نقوم فيها بتسليط الضؤ على المشروع الصحى (سليم يعالج سقيم) أن نستضيف الدكتور (فلان الفلتكانى) رئيس اللجنة الصحية بالبرلمان والدكتور (علان العلانى) المسئول عن (صحة المواطن) .. بداية نسأل الدكتور علان العلانى) المسئول (الصحى) عن (فكرة) المشروع و(أهدافه).
شكراً جزيلاً للقناة السودانية.. وحقيقة إننى (أحسب) أن هذا المشروع من أهم المشروعات الصحية التى تهتم بصحة كافة المواطنين وتعبر عن روح التضامن والتآزر والمشاركة والتكافل وشعارنا فى هذا المشروع (المبارك بإذن الله) هو (من كان له فضل (صحة) فليعد بها على من لا صحة له..
- لو سمحت يا دكتور تشرح لينا فكرة المشروع.
- السمات الأساسية للمشروع واضحة.. المواطن (السليم) قاعد يتنفس (هواء) الدوله (الصافى) وياكل من خيراتها (الطازجة) ويشرب من مويتها (النقيه) طيب المواطن ده لمن يكون صحيح 100% وما بشتكى من أى حاجة يبقى لازم الدوله تدفعوا تمن الحاجات دى عشان يساهم بيها فى علاج أخوهو المواطن (السقيم).
- (المذيع مقاطعاً) يعنى يا دكتور المواطن (السليم) ده يدفع كم لعلاج أخوهو (السقيم).
- والله أنحنا (قدرنا) كون إنو المواطن ده (سليم) ومتعاف دى بى ميه ألف جنيه يساهم بيها لعلاج أخوهو المواطن (السقيم).
- طيب المواطن السليم ده لو كان عندو شوية (أمراض) بتتعاملوا مع المسأله دى كيف؟ برضو ح يدفع ميه ألف؟؟
- ده سؤال جميل جداً جداً.. ما ح يدفع ميه ألف لأنو ح (نطرح) قيمة (الأمراض) العندو.
- (المذيع مقاطعاً) كيف يعنى.. ممكن تشرح للمشاهد؟
- المسأله بسيطه نحنا عملنا لكل (مرض) نسبة مئوية يتم طرحها من (إجمالى) نسبة (السلامة) والمعافاه اللى هى ميه ألف جنيه والدوله (رأفة) بالمواطن لأنها عارفاهو (مريض) (طرحت) من (المبلغ) قيمة (الأمراض) - مواصلاً فى زهو- يعنى كان ممكن تدفعوا ليها و(تكبر الكوم) بدل ما (تطرحا)!!
- أها يا دكتور والمرضانين ديل الدوله ح تعالجهم متين؟؟
- ده سؤال جميل؟؟ بعد كل (مواطن) يدفع (فرق الصحة) بتاعو ح نلم (القروش) دى كلها ونبدأ بمعالجة (المواطنين) ولكن إبتدأء من الناس (النسبة أمراضهم) عاليه وبى كده ننقذ حياتهم وبى كده يتحقق شعار المشروع (سليم يعالج سقيم).
- طيب يا دكتور عشان المشاهد الحته دى يعرفها والمشروع يكون واضح بالنسبه ليهو ممكن تدينا مثال - ثم مواصلاً- ممكن (المخرج) يدينا (إتصال) من خارج الأستديو.. ثم…
- آلو.. آلو معانا منو؟؟
- معاك عيسى خليل.
- بتتصل من وين يا خليل.
- من بحرى.
-مداخلتك شنو يا أستاذ خليل؟؟
- والله أنا بس عاوز أسأل.. يعنى أنا هسع عندى (سكرى) بالتالى أنا ما (سليم) 100% ممكن الأخ الدكتور يورينى ح أساهم فى المشروع ده لأخوى (المواطن السقيم) بى كم؟
- (وهو يطالع فى كشف أمامه) والله يا أستاذ (خليل) أنحنا (السكرى) ده أديناهو 20% يعنى عشرين ألف.. يعنى إنت أخوك (السقيم) ده عندو فى (ذمتك) تمنين ألف جنيه
- (المذيع) طيب نحنا ننتقل لسؤال الأخ الدكتور (فلان الفلتكانى) رئيس اللجنه الصحية بالبرلمان ونسألو عن رأئه فى هذا المشروع .
- -أيضا أشكر القناة السودانية.. وفى الحقيقة نحن نمثل (صوت) و(ضمير) المواطن السودانى الذى فوضنا للتحدث بإسمه ونيابه عنه من أجل أن يعيش حياه حرة أبية.
ولا يسرنا أن نرى هذا المواطن يرزح تحت وطأة (الأمراض) و(السقم) لذلك فقد (أيدنا) وباركنا هذه الخطوة (الرشيده) المباركة.
- (المذيع مقاطعا) معليش ممكن ناخد محادثة من خارج السودان ؟ آلو .. آلو .. معاى منو ؟؟
- معالك (خلف الله) من (الأمارات).
- أيوا يا أستاذ خلف الله .. إتفضل نسمع مداخلتك
- والله أنا بس عاوز الزول بتاع ممثلنا فى (البرلمان) ده.. يا أخى بس معقول توافق على مشروع (مهبب) زى ده وتكون (بتمثلنا)؟؟ إنتو (زيادة المحروقات والسكر) ايدتوها.. وبتبشروا بزيادات تانية.. وهسع بتأيدوا ليا مشروع أيه قال شنو؟؟ (سليم يعالج سقيم).. بالمناسبة دى ما (سليم يعالج سقيم) دى (عيان يشيل في ميت)!!! والسلام عليكم.
- تفاجأ (المذيع) بما جاء فى مداخلة المتصل الأخير والتى كانت على الهواء فقام على الفور متلعثماً بإنهاء اللقاء قائلاً:
- إلى هنا سيداتى آنساتى سادتى ينتهى هذا اللقاء الذى كان يلقى الضؤ على مشروع ( السليم يعالج السقيم) والذى ينتظره معظم أفراد (الشعب) السودانى من أجل إيجاد (فرص) علاج لمن ألم بهم من (أمراض) بعد ان تعذر (العلاج).. وإلى أن نلتقى مجدداً إستودعكم الله والسلام عليكم!!
يتبع؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بينما كان (حاج رمضان) يستمع إلى حقيبة الفن فى إحدى (الجمع) وهو مستلق على (عنقريب الحبل) من خلال الراديو الترانزسستور الصغير الذى يضعه فى (التربيزة) الخشبية الصغيرة التى أمامه بعد أن تناول إفطاره المكون من صحن (سلطة طماطم بالدكوة) ورغيفه (مدورة) بينما هو كذلك إذ سمع صوت عربة تتوقف وحركة أرجل كثيرة أمام باب الشارع ثم سرعان ما دق الباب.. قام (حاج رمضان) من (العنقريب) وهو يصيح.. مرحب.. مرحب.. إتفضل
عندما قام بفتح الباب تفاجأ بمنظر لم يشاهده فى حياته من قبل… عربة (هايس) بيضاء عبارة عن (إسعاف طبى) حديثة مفتوحة بحيث تستطيع أن ترى بداخلها الأجهزة الحديثة… وطاقم طبى مكون من طبيب يضع (السماعة) على رقبته وممرضتتين يرتدون جميعهم (اللابكوت) الأبيض.. ورجل شرطة يرتدى الزى الرسمى.
.. قال الطبيب وهو يمسك بيده على (السماعة) وينظر فى كشف أسماء يحمله:
- صباح الخير
- صباح النور يإبنى
- ده مش بيت الأستاذ رمضان عبدالسخى
- أنا رمضان عبد السخى
- يا حاج نحنا عاوزين نكشف عليكم ونشوف صحتكم كيف؟؟
- إتفضلوا.. إتفضلوا.. قالتها (حاجة كلتوم) زوجة (حاج رمضان) والتى كانت تتابع الموقف من خلف الباب.. بينما كان (الفريق الطبى) يقوم بتجهيز أدوات الكشف والفحص والتحليل كانت الحاجة كلتوم تقول للحاج رمضان:
- الحكومة إن شاء الله تتبارك عرفتنا بقينا ما بنقدر على العلاج أب قروش كتيرة ده والإخصائيين الكشفم حصل ميت ألف ده.. جابوا لينا الكشف لحدى بيوتنا..
- والله أنا عاوز أكشف (الضغط) ليا شهرين ما قادر.. و(السكرى) حبوبو إنتهت ما قادر إشتريها يا حاجة .
هنا كا الفريق الطبى قد أحضر أدوات الكشف ووضعها على تربيزة (حاج رمضان).
- بالله يا حاج لو سمحت أمشى أعمل لينا عينات عشان نفحص ليك (البول) لحدت ما (نقيس) ضغط الحاجة دى (ثم ناوله علبة عينة صغيرة).
- يا حاجة إسمك منو؟
- كلتوم خيرالله.
- عمرك كم؟
- والله إلا يجى الحاج يقولوا ليكم لكن أكان ستين أكان سبعين ما بعرف.
بعد أن قام الطبيب بقياس ضغط الحاجة كلتوم طلب منها الإستلقاء على (العنقريب) حيث قام بفحصها بواسطة السماعة التى يحملها ثم بعد ذلك بدأ فى الكتابة على الدفتر الذى يحمله…
فى هذه الأثناء كان الحاج رمضان قد أحضر عينة البول وسلمها للممرضة التى قامت بدورها بحملها والخروج بها (لعربة) الإسعاف لتحليلها بينما تم إعطاء الحاجة كلتوم (علبة)عينات لإحضار عينة بول لها.
بعد معاينة الطبيب لحاج رمضان.. وبينما كان الطبيب فى إنتظار نتيجة فحص عينات (البول) والدم كانت الحاجة كلتوم قد ذهبت لإحضار (جردل) من (العصير) بينما أخذ الحاج رمضان يتسائل:
- الله يخليكم يا ولدى.. والله يا دوبك كدة المواطن عرف إنو الدوله ما ناسياهو.. وإنو المسئولين ديل خايفين الله وعينهم على المواطن المسكين ده.. والله أنا من زمان قلت ليهم إنتو بس إنتظروا (البترول) ده يطلع وح تشوفو براكم الراحة والعز الح نكون فيهو… شوف يا إبنى إرادة ربنا أهو (البترول) طلع وكل يوم كمان الحكومة تفتح ليها (بير) جديدة وكمان الحرب وقفت ووفرت لينا (مليون دولار) كانت كل يوم بتروح.. - ثم مواصلاً - هسع شوف الدوله عاوزة تعالج المواطنين (إجبارى) وجايبا ليها (عسكرى)!!
لم يعلق الطبيب على حديث حاج رمضان إذ أنه كان منهمكاً فى قراءة نتائج الفحص التى أحضرتها له (الممرضة) .. وبعد قراءتها أمسك بالقلم والورقة وأخذ يدمدم :
- طيب نمسك أول حاجة (الحاج رمضان عبد السخى).. - وهو ينظر إلى جدول أمامه- طيب الزول السليم (مية ألف) ننقص منو (السكرى) عشرين ألف وكمان ننقص منو الضغط خمسه وعشرين ألف وكمان الرطوبه خمسة آلاف وكمان قصر (النظر) عشرة ألف .. دى كلها (ستين ألف) يبقى الباقى من الميه أربعين ألف… قام (الطبيب) بوضع ورقة (الحاج رمضان) جانباً وأمسك بورقة بيضاء وقام بكتابة إسم (الحاجة كلتوم خيرالله)..
- طيب (الحاجة كلتوم ).. الزول السليم ميت الف.. نطرح منها (وهو ينظر لنتيجة التحاليل) نطرح منها (الدوسنتاريا).. طيب (الدوسنتاريا) بى كم.. بى كم .. (وهو ينظر إلى الجدول) أيوة بعشرين ألف.. وكمان نطرح منها (الضغط) بى خمسة وعشرين ألف وكمان برضو نطرح منها (الأزمة) عشرين ألف وكان شنو.. كمان شنو.. أيوه نطرح منها كمان (موية بيضاء فى العين اليمين) بى عشرة ألف وكمان (رطوبه) بى خمسة ألف.. طيب يكون 100-(20+25+20+10+5) تكون ميه ناقص تمانين يكون الباقى عشرين.. قام الطبيب بالكتابه على الورقه ثم أعطاها (للشرطى) الذى قال مخاطباً (حاج رمضان) بينما (الفريق الطبى) يلملم فى أجهزته ومتعلقاته:
- شوف يا حاج.. أنت (حسابك) اربعين ألف.. والحاجة دى (حسابها) عشرين ألف .. يعنى المجموع ستين ألف.
- (فى توسل) لكن يا ولدى ستين ألف دى بتعمل لينا شنو؟؟ والله حبوب (ضغط) ما تكفينا سوا!! ما تزيدوها شوية؟؟
- (فى حزم) نزيد شنو يا حاج ؟؟ إنت يا حاج (بتستهبل)؟؟ إنت ما بتقرأ جرائد وإلا ما بتسمع (إذاعة) وإلا ما بتشوف (تلفزيون)؟؟ -مواصلاً- نحنا العايزين منكم ستين ألف يا حاج.
إنت ما سمعت بى مشروع (السليم يعالج السقيم)!!
- (فى هذيان) مشروع شنو؟؟
- شوف يا حاج ما تعمل لينا ما (فاهم) ده الإيصال عندك 24 ساعة عشان تمشى تدفعوا.. ما تنسى إنك هسع سليم بنسبة 40% والحاجه دى سليمه بى نسبة 20% فى ناس (سقيمين) ومرضانين بى نسبة 90% و 95% ديل لو ما إنت شاركت مع (الدوله) فى علاجهم مش ح يموتو!!!
وضع الشرطى الإيصال على (تربيزة) حاج رمضان الخشبية الصغيرة وخرج ليلحق بعربة الإسعاف التى علا صوت محركها.
قال (الحاج رمضان) لزوجته بعد أن (إنجلت المسألة):
- عليكى الله الحكومة دى يا حاجة مش عاوزة تجننا؟؟
- تجننا يا حاج البسيطة دة ؟؟ دى جننتنا وإنتهت؟؟ عليك الله يا حاج شفت جنس اللكلام ده؟؟
إسعاف ودكاترة وفحص وفى الأخير يكون (لحس)؟؟ هم الناس ديل ما بشبعوا؟؟
- والله أنا يا حاجه بس عاوز أعرف هم عاوزين يعملوا فينا شنو؟؟ قال أيه أربعين ألف أنا وعشرين ألف إنتى .. والله حكاية عجيبه وغريبة؟؟ وشنو الدفع خلال 24 ساعة.. أنا ما عارف ليه هم بدونا مهلة (طويلة) كده!!!!!!
برنامج تنويرى:
بينما (حاج رمضان) والحاجة كلتوم يشاهدون فى مساء نفس اليوم (القناة السودانية)..
- يسرنا سيداتى آنساتى سادتى فى هذه الندوة التى سوف نقوم فيها بتسليط الضؤ على المشروع الصحى (سليم يعالج سقيم) أن نستضيف الدكتور (فلان الفلتكانى) رئيس اللجنة الصحية بالبرلمان والدكتور (علان العلانى) المسئول عن (صحة المواطن) .. بداية نسأل الدكتور علان العلانى) المسئول (الصحى) عن (فكرة) المشروع و(أهدافه).
شكراً جزيلاً للقناة السودانية.. وحقيقة إننى (أحسب) أن هذا المشروع من أهم المشروعات الصحية التى تهتم بصحة كافة المواطنين وتعبر عن روح التضامن والتآزر والمشاركة والتكافل وشعارنا فى هذا المشروع (المبارك بإذن الله) هو (من كان له فضل (صحة) فليعد بها على من لا صحة له..
- لو سمحت يا دكتور تشرح لينا فكرة المشروع.
- السمات الأساسية للمشروع واضحة.. المواطن (السليم) قاعد يتنفس (هواء) الدوله (الصافى) وياكل من خيراتها (الطازجة) ويشرب من مويتها (النقيه) طيب المواطن ده لمن يكون صحيح 100% وما بشتكى من أى حاجة يبقى لازم الدوله تدفعوا تمن الحاجات دى عشان يساهم بيها فى علاج أخوهو المواطن (السقيم).
- (المذيع مقاطعاً) يعنى يا دكتور المواطن (السليم) ده يدفع كم لعلاج أخوهو (السقيم).
- والله أنحنا (قدرنا) كون إنو المواطن ده (سليم) ومتعاف دى بى ميه ألف جنيه يساهم بيها لعلاج أخوهو المواطن (السقيم).
- طيب المواطن السليم ده لو كان عندو شوية (أمراض) بتتعاملوا مع المسأله دى كيف؟ برضو ح يدفع ميه ألف؟؟
- ده سؤال جميل جداً جداً.. ما ح يدفع ميه ألف لأنو ح (نطرح) قيمة (الأمراض) العندو.
- (المذيع مقاطعاً) كيف يعنى.. ممكن تشرح للمشاهد؟
- المسأله بسيطه نحنا عملنا لكل (مرض) نسبة مئوية يتم طرحها من (إجمالى) نسبة (السلامة) والمعافاه اللى هى ميه ألف جنيه والدوله (رأفة) بالمواطن لأنها عارفاهو (مريض) (طرحت) من (المبلغ) قيمة (الأمراض) - مواصلاً فى زهو- يعنى كان ممكن تدفعوا ليها و(تكبر الكوم) بدل ما (تطرحا)!!
- أها يا دكتور والمرضانين ديل الدوله ح تعالجهم متين؟؟
- ده سؤال جميل؟؟ بعد كل (مواطن) يدفع (فرق الصحة) بتاعو ح نلم (القروش) دى كلها ونبدأ بمعالجة (المواطنين) ولكن إبتدأء من الناس (النسبة أمراضهم) عاليه وبى كده ننقذ حياتهم وبى كده يتحقق شعار المشروع (سليم يعالج سقيم).
- طيب يا دكتور عشان المشاهد الحته دى يعرفها والمشروع يكون واضح بالنسبه ليهو ممكن تدينا مثال - ثم مواصلاً- ممكن (المخرج) يدينا (إتصال) من خارج الأستديو.. ثم…
- آلو.. آلو معانا منو؟؟
- معاك عيسى خليل.
- بتتصل من وين يا خليل.
- من بحرى.
-مداخلتك شنو يا أستاذ خليل؟؟
- والله أنا بس عاوز أسأل.. يعنى أنا هسع عندى (سكرى) بالتالى أنا ما (سليم) 100% ممكن الأخ الدكتور يورينى ح أساهم فى المشروع ده لأخوى (المواطن السقيم) بى كم؟
- (وهو يطالع فى كشف أمامه) والله يا أستاذ (خليل) أنحنا (السكرى) ده أديناهو 20% يعنى عشرين ألف.. يعنى إنت أخوك (السقيم) ده عندو فى (ذمتك) تمنين ألف جنيه
- (المذيع) طيب نحنا ننتقل لسؤال الأخ الدكتور (فلان الفلتكانى) رئيس اللجنه الصحية بالبرلمان ونسألو عن رأئه فى هذا المشروع .
- -أيضا أشكر القناة السودانية.. وفى الحقيقة نحن نمثل (صوت) و(ضمير) المواطن السودانى الذى فوضنا للتحدث بإسمه ونيابه عنه من أجل أن يعيش حياه حرة أبية.
ولا يسرنا أن نرى هذا المواطن يرزح تحت وطأة (الأمراض) و(السقم) لذلك فقد (أيدنا) وباركنا هذه الخطوة (الرشيده) المباركة.
- (المذيع مقاطعا) معليش ممكن ناخد محادثة من خارج السودان ؟ آلو .. آلو .. معاى منو ؟؟
- معالك (خلف الله) من (الأمارات).
- أيوا يا أستاذ خلف الله .. إتفضل نسمع مداخلتك
- والله أنا بس عاوز الزول بتاع ممثلنا فى (البرلمان) ده.. يا أخى بس معقول توافق على مشروع (مهبب) زى ده وتكون (بتمثلنا)؟؟ إنتو (زيادة المحروقات والسكر) ايدتوها.. وبتبشروا بزيادات تانية.. وهسع بتأيدوا ليا مشروع أيه قال شنو؟؟ (سليم يعالج سقيم).. بالمناسبة دى ما (سليم يعالج سقيم) دى (عيان يشيل في ميت)!!! والسلام عليكم.
- تفاجأ (المذيع) بما جاء فى مداخلة المتصل الأخير والتى كانت على الهواء فقام على الفور متلعثماً بإنهاء اللقاء قائلاً:
- إلى هنا سيداتى آنساتى سادتى ينتهى هذا اللقاء الذى كان يلقى الضؤ على مشروع ( السليم يعالج السقيم) والذى ينتظره معظم أفراد (الشعب) السودانى من أجل إيجاد (فرص) علاج لمن ألم بهم من (أمراض) بعد ان تعذر (العلاج).. وإلى أن نلتقى مجدداً إستودعكم الله والسلام عليكم!!
يتبع؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الأربعاء 15 يوليو 2015, 11:21 pm من طرف MOHAMMED ABD ELFATAH
» Diseases and Disorders in Infancy and Early Childhood
الإثنين 15 يونيو 2015, 9:34 pm من طرف MOHAMMED ABD ELFATAH
» كيفية التسجيل والإستعداد لامتحان ال Mccee الكندي
الأربعاء 06 مايو 2015, 2:06 pm من طرف عبدالحليم ابداح
» MRCP 2 Practice Papers
الجمعة 31 أكتوبر 2014, 6:08 pm من طرف Dr .ibrahim
» إمتحانات السنوات السابقة لل MRCP part 1
الأحد 03 أغسطس 2014, 10:44 pm من طرف الحاج منصور
» oxford handbooks Series
الإثنين 02 يونيو 2014, 12:25 pm من طرف ًWIFAG
» ادق برنامج عيادات لادارة عيادتك الخاصة
الإثنين 05 مايو 2014, 11:15 am من طرف petra2
» لعلاج السحر والمس والعين
الأربعاء 29 يناير 2014, 3:09 pm من طرف الطبيب الروحاني
» للحصول على ( الزمالة البريطانية لطب الاطفال MRCPCH ) بكل سهولة من CONNECT CENTER
الخميس 23 يناير 2014, 7:34 pm من طرف connect center
» الأن ولفترة محدووودة ( كورس زمالة الباطنة MRCP ) بارخص الاسعاااار من connect center
الخميس 23 يناير 2014, 6:08 pm من طرف connect center