-تباً.
هتفت (ليلى) بحنق و الغضب يتراقص على محياها الرقيق و هي تندفع خارجة من غرفة رئيس تحرير الصحيفة التي تعمل بها. أسرعت تدخل الغرفة التي تتشارك بها مع (إيناس).
-ما الأمر هذه المرة؟
تساءلت (إيناس) بعدم إهتمام فقد تعودت نوبات غضب الأستاذ (أمين) رئيس التحرير و ظنت أن (ليلى) هي من حلت عليها غضبته ذاك اليوم..
-سحقا للرجال.
قالت (ليلى) و هي تتناول حقيبتها و ترمي داخلها بكل أوراقها و أقلامها, ثم إندفعت لتخرج.
-يا إلهي!
هتفت و هي تعود أدراجها ثم تنتزع ورقة من آلة الطباعة, و إزداد حنقها لما رأت تجعد الورقة, فملستها بيدها و هي تخط عليها بضع كلمات.
-خذي هذه الورقة يا (إيناس).
تناولت (إيناس) الورقة بدهشة و هي تقول:
-ما بها؟..
و بترت عبارتها بغتة و إرتفع حاجباها بذعر و هي تصرخ:
-إستقالة!!
ثم رفعت عينيها إلى (ليلى) و هي تردف:
-لماذا تستقيلين؟
-لقد فعلت و كفى.
ردت (ليلى) بحزم و هي تتأهب لتخرج, فجذبتها (إيناس) من ذراعها قائلة:
-(ليلى) يا عزيزتي.. أنت تعلمين أن الأستاذ (أمين) عصبي المزاج, و كثيرا ما يصرخ في وجوهنا غير أنه لا يقصد شيئا.. لقد تعود جميع الموظفين على إنفعاله الزائد دوما. و أظنك –لطول مدة عملك معه- تعلمين.
-أحقا؟
قالت (ليلى) بتهكم, فأسرعت (إيناس) تقول:
-نعم. و أرجوك أن تعيدي التفكير في إستقالتك. ألا ترين أنك صرت نائبة رئيس التحرير على الرغم من صغر سنك.
بترت عبارتها لما إنتبهت لما تحويه من تعريض, غير أن (ليلى) ردت بسخرية:
-كنت أظن أن كفاءتي هي المسئولة عن مركزي.
-بالتأكيد هي كفاءتك.
ضحكت (ليلى) بسخرية و هي تقول:
-يا لك من ساذجة يا (إيناس).
عقدت (إيناس) حاجبيها بضيق و قالت:
-عفوا!
ربتت (ليلى) على كتفها و هي تغمغم:
-أعذريني يا عزيزتي, و لكنك لا تعرفين شيئا, لذا أرجو ألا تطلبي مني العدول عن الإستقالة.
و عانقتها بسرعة و هي تستطرد:
-لا تنسي أن توصلي الورقة إلى أستاذنا العظيم.
و إندفعت خارجة تغادر الصحيفة كلها..
* * *
إستلقت (ليلى) على فراشها وشبكت يديها خلف رأسها و إبتسامة ساخرة على شفتيها الجميلتين..
-أنا!!
قالت بتهكم مرير, و هي تسترجع ما دار بينها و بين الأستاذ (أمين) صباح ذلك اليوم حين طلبها –كعادته- كل صباح:
-(ليلى), أيتها العزيزة.. ما أجمل هذا الصباح.
تطلعت إليه بدهشة ممزوجة بالعتاب لكلماته, فتصنع عدم الفهم و هو يشير إلى الأريكة الوثيرة:
-تفضلي بالجلوس.
و ما أن جلست حتى أسرع يغادر مقعده لينضم إليها و هو يهمس:
-إن الصباح لا تكتمل إشراقته إلا بحضورك يا عزيزتي.
نظرت إليه و الغضب قد بدأ يشتعل لكلماته ذات المعنى..
-ماذا تريد يا أستاذ؟
إقترب منها و وضع ذراعه على حافة الأريكة خلفها, فأسرعت تبتعد:
-أتعلمين كم أنت جميلة؟
و إزداد إقترابا و هو يردف:
-إن لك عينين رائعتين و رموش غزيرة, أتضعين الكحل يوميا؟
-أستاذ؟
هتفت و هي تحاول أن تتجنب الإلتصاق بينهما.
-لا أظن, و لكنك لا تحتاجين إلى الكحل..
نهضت و هي تقول بصوت مختنق:
-ألا ترى أن هذا الكلام لا يليق؟
-و لم لا؟
نهض خلفها, فإزداد إضطرابها و خوفها و هي تقول بصوت أرادته حازما:
-أستاذ (أمين), أنت رجل متزوج, كما أنك تكبرني في السن و..
قاطعها قائلا بلهفة, و عينيه تتطلعان إليها بشوق:
-هذا لا شيء.
صرخت:
-أستاذ (أمين), لقد أتيت لأعمل هنا, و لم آت لهذه التفاهات.
صدمته لهجتها و عبارتها فقال بغيظ:
-أ تجرؤين؟
-نعم أجرؤ, و لتعلم أنني لن أستمر بالعمل هنا بعد اليوم, فلتبحث عن نائب سواي.
-أتظنين أنني لن أجد أخرى؟
قال بسخرية و أردف:
-كثيرات غيرك يتمنين هذا المنصب و ما يتبعه.
راعها ما عناه بعبارته فقالت لغضب:
-لتهنأ به من أرادته.
ضحكت (ليلى) بسخرية و هي تتذكر كيف أمرها بالخروج متوعدا بإيقافها عن العمل.. "لقد إستقلت قبل أن يوقفني عن العمل... تباً لكل شيء."
و حانت منها إلتفاتة إلى ساعة الحائط فوجدتها الثامنة مساء..
-حان موعد الرياضة.
ثم إرتدت عباءتها و خرجت من غرفتها.
-أمي, أنا خارجة.
هتفت فردت والدتها التي كانت تتحدث عبر الهاتف:
-لا تتأخري يا (ليلى).
أومأت برأسها و هي تفتح باب الشقة و تسرع الخطا إلى شارع النيل الذي لم يكن يبعد إلا بضع مربعات سكنية عن المبنى الذي تقع فيه شقتها.
وضعت سماعات هاتفها الخليوي في أذنيها لتستمع إلى بعض الموسيقى.. و سارعت بخطوات تشبه الهرولة و هي تدندن بهمس..
كان الشارع مضاء و يمتلئ ببائعات الشاي و القهوة, كما تناثر هنا و هناك على الأرض المعشبة عشاق يتسامرون.. ضحكت في نفسها و هي تقول: "ما هذا الغباء؟".. "أيحتاج الحب لمثل هذا الجو لنعرفه؟".. تساءلت في نفسها ثم مطت شفتيها مردفة: "لن أعرف أبدا".. و ما لبثت أن إستغرقت في القطعة الموسيقية التي كانت تحبها, فلم تدر بنفسها إلا بعد أن بلغت جامعة الخرطوم.
توقفت و هي تتطلع إلى مبنى الجامعة التي درست فيها خمس سنوات بكلية الآداب.. و إبتسمت محيية لها كصديقة عزيزة, ثم بدأت طريق العودة.
-أنت, أيتها الجميلة.
ناداها أحد الفتيان, لم تلفت إليه و لم تكلف نفسها حتى عناء رسم إبتسامة –كأية أنثى أخرى-... "ما هذا الغباء؟".. كررت عبارتها بصوت خافت ثم أسرعت تعود إلى مسكنها.
[center][u]
الأربعاء 15 يوليو 2015, 11:21 pm من طرف MOHAMMED ABD ELFATAH
» Diseases and Disorders in Infancy and Early Childhood
الإثنين 15 يونيو 2015, 9:34 pm من طرف MOHAMMED ABD ELFATAH
» كيفية التسجيل والإستعداد لامتحان ال Mccee الكندي
الأربعاء 06 مايو 2015, 2:06 pm من طرف عبدالحليم ابداح
» MRCP 2 Practice Papers
الجمعة 31 أكتوبر 2014, 6:08 pm من طرف Dr .ibrahim
» إمتحانات السنوات السابقة لل MRCP part 1
الأحد 03 أغسطس 2014, 10:44 pm من طرف الحاج منصور
» oxford handbooks Series
الإثنين 02 يونيو 2014, 12:25 pm من طرف ًWIFAG
» ادق برنامج عيادات لادارة عيادتك الخاصة
الإثنين 05 مايو 2014, 11:15 am من طرف petra2
» لعلاج السحر والمس والعين
الأربعاء 29 يناير 2014, 3:09 pm من طرف الطبيب الروحاني
» للحصول على ( الزمالة البريطانية لطب الاطفال MRCPCH ) بكل سهولة من CONNECT CENTER
الخميس 23 يناير 2014, 7:34 pm من طرف connect center
» الأن ولفترة محدووودة ( كورس زمالة الباطنة MRCP ) بارخص الاسعاااار من connect center
الخميس 23 يناير 2014, 6:08 pm من طرف connect center